حسين الوادعي
الحوثيون جماعة "يمنية" ولكنها ليست جماعة "وطنية"، لأن الانتماء الوطني يقتضي من أي جماعة التفكير داخل فكرة "المواطنة المتساوية" التي تتعالى على كل الانتماءات الأولية؛ دون أن تلغيها.
لكن الحوثية لا تستطيع التفكير في اليمنيين خارج منطق "السلالة".
"يمنية" أي فصيل لا تعطيه شيكا على بياض لاستخدام العنف، ولا تبيض جرائمه.
من الأوهام الشائعة أن الحركة الحوثية نشأت للدفاع عن طائفة معينة هي "الزيدية". وهذا غير صحيح فهي نشأت لرعاية مصالح السلالة الهاشمية/آل البيت، تحت ادعاءات الاصطفاء الإلهي للسلالة الهاشمية؛ التي تحتكر الحكم والعلم.
ترى الحوثية نفسها سلالة متفوقة عابرة للمذاهب، لهذا لجأت لتأسيس مجالس فقهية زيدية، وشافعية، وصوفية، موالية ووضعت على رأس كل منها صوفياً، أو شافعياً، أو زيديا، من آل البيت.
حتى نظرتها للوطنية في مواجهة "العدوان السعودي" نظرة عنصرية تسلطية، تنظر فقط لمصالح السلالة وموقعها من الثروة والسلطة مع تجاهل كامل لبقية الشرائح المجتمعية التي تتوافق مصالحها مع مصالح السعودية.
هناك فريق بين الانتماء اليمني وهو انتماء قدري جغرافي، وبين الانتماء الوطني وهو انتماء مدني قصدي ومنظم.
فاغلب أعضاء تنظيم القاعدة في اليمن يمنيون، ولكنهم ليسوا وطنيين.
أما شكل الدولة الذي يقترحه الحوثيين، فهو يقسم اليمنيين إلى قسمين "آل البيت" ومهمتهم الحكم والهداية والثروة، و"الأنصار" وهم بقية اليمنيين الذين مهمتهم نصرة آل البيت بالدم والمال.
بل إن دم اليمني وماله ليس ملكا له، بقدر ما هو ملك لآل البيت بتكليف إلهي (محبة آل البيت ونصرتهم).
الحوثية تؤسس لنسخة مؤسلمة من نظام الفصل العنصري القبيح في جنوب إفريقيا. والتشابه لا يعني التطابق. فالحوثية بفارق النقاط وفارق الانتهاكات أبشع بعشرات المرات.