✍️ أسعد المقداد
حوّلت ميليشيا الحوثي، سهول تهامة الخصبة، إلى حقول ألغام قاتلة، فخلفت المعاناة بدلا من الخضرة، والنزوح بدلا من الحصاد، في مشاهد مؤلمة تختزل الواقع، الذي سيظل شاهدا حيا على حجم ما تقوم به عناصر حوثية بحق الأرض والإنسان التهامي،
وعلى سبيل المثال فقد المزارع عبد الله ابنه أثناء حراثة أرضه، إثر انفجار لغم أرضي زرعته الميليشيا، تحولت حياة العائلة إلى مأساة، واضطرت للنزوح إلى أحد المخيمات بحثا عن الأمان، تاركة خلفها الأرض والذكريات.
ليست مأساة عبد الله استثناء، بل نموذج متكرر في تهامة، حيث تراجعت عائدات المزارعين بنسبة 42%، في وقت يعتمد فيه أكثر من 70% من السكان على الزراعة كمصدر أساسي للعيش، أما في محافظة الحديدة وحدها، فقد وثق سقوط أكثر من 390 مدنيًا بين قتيل وجريح خلال عام ونصف، معظمهم من المزارعين والأطفال.
الألغام الحوثية، التي تزرع عشوائيا ودون خرائط، باتت كابوسا يوميا في حياة السكان، في ظل عجز إمكانيات الفرق الهندسية عن ملاحقة هذا الكم الهائل من المتفجرات، التي لا تفرق بين قدم مزارع وركضة طفل.
الحقيقة التي لم تعد قابلة للتأويل، أن ميليشيا الحوثي هي الطرف الوحيد الذي يستخدم الألغام الأرضية في اليمن، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية، وجريمة مستمرة بحق أجيال متعاقبة.
تهامة اليوم لا تحتاج إلى كلمات عزاء، بل إلى موقف دولي حازم ينقذ ما تبقى من الأرض والإنسان، ويعيد للحقول صوت المحراث بدلا من دوي الانفجار.