قلب في منصب... هكذا أحب الناس محافظهم

14-07-2025 21:14:40-

✍️ عبده مخاوي

 

في زمن تتبدّل فيه المواقف وتتغيّر فيه الوجوه، تظلّ شخصيات قليلة تتألق ببريق لا يخبو وملامح لا تنسى. ليست مكانتهم بسبب المناصب التي يشغلونها أو الألقاب التي يحملونها، بل لأنهم يحترفون فعل الخير ويصنعون الفارق الحقيقي في حياة الناس. ومن بين هؤلاء القلائل، يبرز اسم الدكتور الحسن طاهر، محافظ الحديدة، كشاهد حي على معنى القيادة الحقيقية التي تنبع من القلب لا من العنوان.

منذ أن تولّى قيادة السلطة المحلية في المناطق المحررة بمحافظة الحديدة، أثبت الحسن طاهر أنه ليس مجرد مسؤول يؤدي مهام وظيفية فقط، بل قائد محنّك يجيد قراءة الواقع ويدير المرحلة بحكمة وهدوء رغم كل التحديات والصعوبات. رجل يفرض احترامه دون أن يرفع صوته، ويكسب محبة الناس بابتسامة صادقة تعانق القلوب وتزيل كل الجفاء.

لكن الابتسامة ليست وحدها ما يميّز هذا الرجل. إنسانية حقيقية وحضور دائم في كل موقف، حيث يتعامل مع الجميع بندية عالية وأخلاق راقية. لا يحمل عداوات ولا يشهر خصومته في وجه أحد، بل على العكس، يُحسن تحويل الخلافات إلى حوارات بنّاءة، ويحوّل الخصوم بابتسامته وتواضعه إلى أصدقاء مقرّبين.

أتذكر مواقف كثيرة للمحافظ طاهر مع أناس بسطاء، وقف معهم بكل صدق سواء عبر دعم مباشر أو مواقف إنسانية صادقة لم يُطلب منه القيام بها، بل بادر إليها بإرادته. تلك المواقف كشفت عن معدن رجل أصيل، لم تغيره المناصب ولا أغرته الأضواء.

أنا لست من الذين يكتبون من أجل المجاملة أو التزييف، ولا أحب المبالغة في وصف أحد، لكن موقفه الأخير مع أحد الزملاء الإعلاميين، الذي عرفته عن قرب، دفعني إلى الكتابة عنه. ليس لأن الرجل ينتظر الثناء، بل لأن الحقيقة تستحق أن تُقال، ولأن من يُحسن يجب أن يُذكر.

الدكتور الحسن طاهر ليس مجرد محافظ، بل هو قدوة في القيادة الهادئة، والإنسانية العميقة، والإدارة التي توازن بين الحزم والرحمة. أمثال هؤلاء هم من تبقى أسماؤهم في ذاكرة الناس، لا بما قالوه، بل بما فعلوه.

Follow us